بمشاركة 32 شركة ومنظمة من ثمانية عشر دولة نظمت الجمعية الدورة الثانية لمعرض ومؤتمر الشرق الأوسط لتقنيات الإعاقة البصرية والمعروف بـ “سايت مي”، والتي بدأت في الحادي عشر من شهر فبراير 2013 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، وذلك بمركز إكسبو للمعارض بالشارقة. وذكرت جمعية الإمارات للمعاقين بصريا، المنظمة للمعرض والمؤتمر، بأنه يعتبر الأول من نوعه في المنطقة والشرق الأوسط.
وشارك في هذه الدورة من المعرض خمسة عشر شركة من شركات التقنية والتكنولوجيا والبرمجيات الخاصة بالإعاقة البصرية، تنتمي إلى أربعة عشر بلداً، إلى جانب الأجنحة الخاصة بوزارة الصحة الذي قدمت فيه فحوصات مجانية على مدى ثلاثة أيام للسكر وضغط الدم وأمراض العيون وجناح وزارة الداخلية التي مثلها مكتب ثقافة واحترام القانون بمكتب معالي وزير الداخلية حيث تم تقديم السي دي الصوتي الذي يتحدث عن قانون المعاقين وحقوقهم وواجبات المجتمع والآخرين تجاههم كما قدم جناح وزارة الشؤون الاجتماعية خدمة استخراج بطاقة المعاق عبر استلام أوراق المعاقين بصريا من زوار المعرض وإدخال بياناتهم وجناح جمعية الإمارات للمعاقين بصريا وإحدى عشر جمعية ومؤسسة طوعية لخدمات ورعاية ذوي الإعاقة ومؤسسات مجتمعية مثل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجمعية أهالي ذوي الإعاقة واتحاد الإمارات لرياضة المعاقين ونادي دبي، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الوطنية وثلاثة من الدول العربية أبرزها جامعة الأمير محمد بن فهد من المملكة العربية السعودية ومعهد النور للمكفوفين بقطر والمعهد السعودي البحريني للمكفوفين بالبحرين.
وقدمت الشركات المشاركة خصومات كبيرة بلغت أكثر من 50% على برمجيات ومعينات تقنية للمكفوفين وضعيفي البصر بمناسبة المعرض.
وكان الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير عام منطقة الشارقة الطبية قد افتتح المعرض برفقة الأستاذ عادل الزمر نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والدكتور أحمد العمران الشامسي رئيس اللجنة المنظمة رئيس لجنة التطوير وأعضاء مجلس إدارة الجمعية وسعادة سيف محمد المدفع المدير العام لمركز اكسبو الشارقة، وذلك بحضور عدد من المهتمين والمختصين بشؤون ذوي الإعاقة البصرية.
وزار المعرض عدد من المتخصصين في قطاعي الأعمال ومزودي الخدمات الخاصة بذوي الإعاقة البصرية إلى جانب عائلاتهم.
وشارك بالمعرض خبراء دوليون يمثلون جهات بحثية وأكاديمية دولية وإقليمية ومحلية متخصصة في شئون المعاقين بصريا حيث صحب المعرض عدد من ورش العمل بمعدل أربع ورش يوميا من الثانية وحتى الرابعة مساءا في مجملها أثنا عشر ورشة عمل نوقش فيها احدث الأنظمة والتقنيات التي تخدم المعاقين بصرياً، تناولت عدد من المواضيع مثل العوامل المؤثرة في نجاح استخدام التقنيات المساعدة وأثرها على الطلبة ذوي الإعاقة البصرية والمدن الذكية وكيف يصبح المعاق مستقلا والتقنيات التي تساعد المعاقين بصريا على الاندماج والتنقل والسطور الإلكترونية وتفاعلها مع الأجهزة الأخرى مثل الكمبيوترات والهواتف وكيفية اختيار التقنية المناسبة وتطوير المنتجات بما يتلاءم واحتياجات المعاقين بصريا في بيئة العمل والدراسة والمهارات الحياتية المختلفة واشتمل على عروض تقديمية لمنتجات جديدة تقدم لأول مرة بالمنطقة.
كما شكل المعرض فرصة كبيرة للمعاقين بصريا والمهتمين بالشرق الأوسط والمنطقة للتعرف على أخر التقنيات والمنتجات في مجال الإعاقة البصرية.
حيث شاركت بالمعرض كبريات الشركات العالمية والعربية المعنية بتقنيات المعاقين بصريا من جميع أنحاء العالم ومنهم على سبيل المثال شركة دولفين، مجموعة أكابيلا، شركة هيمس إنترناشيونال، هاندي تك، هيومان وير، منتجات بيركنز، إندكس برايل، شينانو كينشي بليكستوك، كوبالت سيستم، إماجن سورس، فيزيوتك، شركة ميديا لوق وشركة ألتكس البولندية التي تشارك وتعرض منتجاتها في الشرق الأوسط لأول مرة وشركة الناطق للتكنولوجيا وغيرها من الشركات الرائدة في مجال التقنيات والتكنولوجيا لذوي الإعاقة البصرية. وسايت سيفر من داخل الدولة والمؤسسات التعليمية في الخليج مثل جامعة الأمير محمد بن فهد السعودية ومعهد النور للمكفوفين بقطر والمعهد السعودي البحريني للمكفوفين بالبحرين وكلية الإكساندرا الملكية من المملكة المتحدة وعدد من المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة البصرية في الخليج والوطن العربي.
هذا وقد تضمن الحدث العديد من الفعاليات والمبادرات المهمة المصاحبة والتي سيكون لها انعكاس إيجابي كبير على ذوي الإعاقة البصرية والمجتمع ككل.
وقد كان هناك موقع إلكتروني للمعرض بعنوان www.sightme.net يحتوى على العديد من النوافذ التي تشير إلى المعلومات الخاصة بالمعرض والورش المصاحبة واللجنة المنظمة وطريقة التقديم والمشاركة فيه بالإضافة إلى أسماء وأخبار عن الشركات المشاركة كما يشمل الموقع عرضا للفعاليات والبرامج الخاصة بورش العمل وعناوين أوراق العمل وأسماء مقدميها ستتم إضافته قريبا. وتحمل الصفحة الرئيسية للموقع نافذة خاصة بأخبار هذا الحدث الهام ومستجداته ويأتي إطلاق الموقع باللغتين العربية والانجليزية في واحدة من المبادرات النادرة للمواقع الخاصة بفعاليات المعارض بالدولة. حيث قامت معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية مريم محمد خلفان الرومي راعية الدورة الأولى للمعرض بإطلاق الموقع الإلكتروني في الدورة الأولى لمعرض سايت مي في شهر فبراير 2011م .
ويعتبر هذا الموقع لا غنى عنه لكل الذين تهمهم المشاركة في فعاليتي المعرض أو الورش المصاحبة له من حيث التعرف على المزيد من المعلومات أو التقديم للمشاركة في أي منهما مباشرة عبر الموقع أو حتى للاستفادة من خدماته في شأن استصدار تأشيرات الدخول للدولة وحجز الفنادق والعديد من الخيارات الأخرى.
ويأتي تنظيم الحدث انطلاقاً من الإستراتيجية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعطي اهتماماً خاصاً للإنسان ولفئة المعاقين بصرياً على وجه التحديد.
وفي مناسبة ختام المعرض قال رئيس الجمعية الشيخ صقر بن محمد القاسمي إن اطلاع جمعية الإمارات للمعاقين بصريا بتنظيم هذا الحدث كان تحديا وتجربة فريدة بحد ذاتها ليس بالنسبة للجمعية وإنما لكل جمعيات النفع العام بدولة الإمارات التي نادرا ما تتبنى قيام مثل هذه الفعاليات ذات الطابع الدولي والعلمي والتجاري، كما عبر سموه عن شكره وتقديره للدعم الكبير الذي ظلت تجده الجمعية من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة راعي المعرض والمؤتمر حفظه الله.
كما أكد سموه في ختام المعرض إن جمعية الإمارات للمعاقين بصريا تعمل على تحقيق الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء والشيوخ والمسئولين بالدولة.
وأضاف عادل الزمر إن اهتمام الجمعية بتنظيم معرض ومؤتمر سايت مي يأتي من باب أهمية تسهيل توفير التقنية والإطلاع على أحدث المنتجات التي تخص المعاقين بصريا بالمنطقة، حيث أن مثل هذه المعارض تعقد في المملكة المتحدة وأمريكا مما يشكل صعوبة كبيرة للمعاقين بصريا في الوصول والإطلاع على الجديد، عليه فقد بات من الممكن لذوي الإعاقة البصرية أن يواكبوا المستجدات التقنية التي تخصهم من خلال سايت مي، كما تناول المؤتمر المصاحب لمعرض سايت مي عدة أوراق بحثية تتناول قضايا المعاقين بصريا والوسائل والحلول لتسهيل اندماجهم في مجتمعاتهم كما احتوت الورش المصاحبة على عروض لأحدث التقنيات في الساحة تقدمها الشركات المشاركة مما يعطي فرصة كبيرة للمعاقين بصريا بالمنطقة في معرفة آلية عمل المنتجات والتحديثات التي تتم عليها ومناقشة تقنيي تلك الشركات وإضافة ما يرونه من لتسهيل استخدام تلك التقنيات مما يشكل رابطا مهما للمعاقين بصريا من مستخدمي التقنيات مع المصنعين والفنيين من مقدمي التقنية، لذا فقد آلت الجمعية على نفسها مواصلة مؤتمر ومعرض سايت مي بصورة دورية كل عامين تحقيقا لهذا الهدف.
وإن رعاية سمو الحاكم الكريمة لمثل هذا الحدث الدولي يعد حافزا لنا للارتقاء بمستوى خدامتنا المقدمة للمعاقين بصريا بالدولة، وإننا على ثقة بأن هناك العديد من المؤسسات االمجتمعية بالدولة سوف تسهم معنا في تطوير خدماتنا المقدمة لأبنائنا وإخواننا المعاقين بصريا. وأضاف، مبديا سروره بالنجاح الذي حققته الجمعية في تنظيمها لكل من فعاليتي المعرض والورش المصاحبة، موجها شكراً خاصا لرعاة الحدث في كل من غرفة تجارة وصناعة الشارقة وشركة المرطبات الوطنية البيبسي والرعاة الإعلاميين مؤسسة الشارقة للإعلام وجريدة الخليج.
كما قال عودة هزيم عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر والمعرض أنه قد شهد العام المنصرم 2012 نموا متزايدا في حجم التداول على الأجهزة والبرامج التعويضية للمكفوفين وضعاف البصر في الوطن العربي مما أدى إلى ازدياد اهتمام الشركات العالمية المطورة لتلك التقنيات بمعرفة احتياجات الكفيف العربي من أجل تصعيد جهود التطوير من أجله. كما شهد أيضا ازدياد اهتمام الكفيف العربي بالتطويرات الجديدة للتقنيات التعويضية وبات يتوق إلى معرفة كل التفاصيل المتعلقة بها. ومن هذا المنطلق يأتي معرض ومؤتمر سايت مي لكي يمثل الساحة المثالية والفريدة على مستوى الوطن العربي والتي يلتقي من خلالها الكفيف العربي بالمطور العالمي لكي يتم التفاعل فيما بينهم بما يفيد الطرفين. وقد وضح من خلال كمية الزوار من مختلف دول الخليج والمنطقة مدى الاهتمام بحضور المؤتمر والمعرض لمواكبة الجديد في التقنيات الخاصة بالمعاقين بصريا.
وفي الختام أكد الدكتور أحمد العمران الشامسي رئيس اللجنة المنظمة للحدث إن: تنظيم الجمعية لهذا المعرض السنوي في دورته الثانية جاء سعياً لخلق مكانة للإمارات بين كبرى الدول التي تهتم بتنظيم مثل هذه المعارض المتخصصة للمعاقين بصرياً، التي تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، كما نسعى أيضاً لتقديم أحدث ما توصل له العلم من تقنيات حديثة خاصة بالمكفوفين من خلال مشاركات كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال.