زيارة مسجد المغفور له الشيخ زايد بأبوظبي

DSC_0410أبوظبي – 1 مارس 2014
نظمت الجمعية بالتعاون مع إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير زيارة لمسجد المغفور له الشيخ زايد بأبوظبي يوم السبت 1 مارس 2014 لعدد ثلاثون عضوا من الجمعية.
حيث تجول الأعضاء بصحبة المرشد من إدارة المسجد الذي قدم لهم شرحا عن هذه التحفة الفنية المعمارية الذي يعتبر واحد من أكبر الجوامع في العالم، ويتّسع لحوالي 40 ألف مصلي، يصل عدد القباب فيه إلى 82، أمّا الأعمدة فحوالي الألف، تزيّن الجامع ثريات بلمسات ذهبية، حيث تتدلّى في قاعة الصلاة الرئيسية واحدة من أكبر الثريات في العالم – يبلغ قطرها 10 أمتار وارتفاعها 15 متراً وتزنُ أكثر من تسعة أطنان- وتغطّي أرضيّتها أكبر سجادة يدوية الصّنع في العالم. أوّل صلاة أقيمت في الجامع كانت مراسم جنازة الشيخ زايد الذي دُفِنَ فيه، علماً بأنّ الجامع سُمّي تيمّناً به.
تحيط بالجامع أحواض مائية عاكسة تزيده جمالاً حيث يشع اللونان الأبيض والذهبي بجمال أخاذ تحت أشعة الشمس ثم يحل محلهما ليلاً نظام فريد للإضاءة يحاكي مراحل القمر.
ويعد مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان صرح إسلامي بارز في دولة الإمارات. يقع المسجد في مدينة أبوظبي ويعرف محليا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير أو أيضا مسجد الشيخ زايد الكبير. ويعد رابع أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بمساحة تبلغ 412،22 مترا مربعا بدون البحيرات العاكسة حوله، وأحد أكبر عشرة مساجد في العالم من حيث حجم المسجد. ويتسع المسجد لأكثر من 7000 مصلي في الداخل ولكن من الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 40،000 مصلي لكافة أقسام مبنى المسجد. ومن معالمه المميزة وجود أربعة مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار للمئذنة مكسية كاملة بالرخام الأبيض.
وكان الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد وجه ببناء هذا المسجد في العام 1996 ساعيًا بذلك لأن يكون هذا المسجد صرحا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة، ومركزا لعلوم الدين الإسلامي.
أول صلاة تقام في المسجد كانت صلاة عيد الأضحى في العام 1428 هجريا، 19 ديسمبر 2007) ولكن آنذاك لم تنتهي أعمال البناء في المسجد تماما.
وقد تم الانتهاء من أعمل البناء في مارس 2008. وبلغ إجمالي تكلفة المشروع مليارين و 167 مليون درهم إماراتي.
عمل البناء
* بدأت أعمال البناء في 1998 تحت إشراف دائرة الشؤون البلدية، وتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، تضمنت الأولى بناء الأساسات والهيكل الخرساني وبلغت تكلفتها 750 مليون درهم. أمّا المرحلة الثانية فتضمنت أعمال التشطيب والزخرفة الداخلية والخارجية، وكلفت مليار و 267 درهم. وصرف أيضًا مبلغ 150 مليون درهم على الأعمال الخارجية.
* تم بناء المسجد على ارتفاع 9 أمتار عن مستوى الشارع بناءً على أوامر الشيخ الشيخ زايد شخصيًا، بحيث يمكن رؤية المسجد من زوايا مختلفة ومن مسافة بعيدة.
المسجد من الداخل
يبلغ عدد الأعمدة داخل قاعة الصلاة الرئيسية 24 عموداً تحمل الأسقف والقباب الضخمة، وصممت بحيث يكون العمود الواحد مقسماً إلى أربعة ركائز، تحمل العقود الحاملة للقباب. هذه الأعمدة مكسوة بالرخام الأبيض المطعّم بالصدف بأشكال وردية ونباتية، ما يضفي جمالاً ورونقاً في القاعة.
وأبعاد المسجد الداخلية هي 50 متر في 55 متر، ويصل ارتفاع السقف 33 متر عن الأرض إلى عند القبة الرئيسية، إذ يصل ارتفاعها إلى 45 متر.
سجادة المسجد
تغطي أرضية المسجد أكبر سجادة في العالم وتبلغ مساحتها 5 آلاف و 627 مترا مربعا وصممت بفنون راقية وجميلة تضفى ميزة التفرّد على المسجد. السجادة يدوية الصنع ونسجت في إيران من قبل شركة سجاد إيران وعمل عليها 200 ناسج وناسجة، و 20 فنيا و 30 عاملا. يبلغ عدد العقد فيها 2,268 مليون عقدة وتزن السجادة 47 طنا، 35 طنا منها من الصوف و 12 طنا من القطن. كلفت السجادة نحو 30 مليون درهم.
قباب المسجد
تعد القبة الرئيسية أكبر قبة في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 83 مترا وبقطر داخلي يبلغ 32,8. وتزن القبة ألف طن، وزخرفت من الداخل بالجبس المقوى بالألياف، صممه فنانون مغاربة بزخارف نباتية فريدة، صممت خصيصا للمسجد، بالإضافة إلى كتابة آيات قرآنية.
ويصل عدد القباب في هذا المسجد 85 قبة مختلفة الأحجام، تغطي الأروقة الخارجية والمداخل الرئيسية والجانبية، وجميعها مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض المتميز ومن الداخل بالزخارف المنفذة من الجبس التي قام بتنفيذها فنيون مهرة متخصصون بمثل هذا النوع من الأعمال.
الصحن والمحيطات
روعي في تصميم أرضية الصحن الخارجي للمسجد أن تكون بنظام بلاطات خرسانية ضخمة محمولة على ركائز خرسانية، ومكسوة بأجود أنواع الرخام المزخرف بتصاميم نباتية ملونة وباستعمال الفسيفساء لتغطية مساحة الصحن بالكامل البالغة 17 ألف متر مربع من ضمن أكبر المساحات المكشوفة الموجودة في المساجد بالعالم الإسلامي. أما عدد أعمدة الصحن الخارجي الموجودة بالأروقة المحيطة بالصحن فيبلغ ألفًا و 48 عمودا مكسيا بالرخام المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وبتصميمات نباتية وأزهار ملونة ولها تيجان معدنية مطلية بالذهب.
وأحيطت الأروقة الخارجية للمسجد ببحيرات مائية تعكس واجهات المسجد، مما يضيف إليه تميزا من الناحية التصميمية، وأرضياتها مكسوة بالرخام الأبيض مع استعمال رخام أخضر في الممرات التي تؤدي إلى الصحن، كما روعي بأن تكون أعمدة الأروقة الخارجية من الرخام الأبيض المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وقام بتثبيتها عمال مهرة استقدموا خصيصا من الهند، بالإضافة إلى تاج الأعمدة، والمصمم بشكل رأس نخلة من الألمنيوم المذهب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقع في كل من الزاوية الشرقية الشمالية والشرقية الجنوبية أماكن للوضوء، مكونة من 80 دورة مياه و 100 نقطة وضوء.
مكتبة الجامع
تحتوي ثلاثة آلاف عنوان، موزعة على مختلف المجالات العلمية والثقافية، في أكثر من اثنتي عشرة لغة حيّة، من ضمنها مجموعات من نفائس الكتب النادرة، توفر المكتبة الخدمات المكتبيّة النوعيّة والمساهمة في إدارة الفعاليات والأنشطة الخاصّة بأعمال الترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية, مقتنيات المكتبة تتنامى بسرعة قياسيّة، وهي متاحة للباحثين والمهتمّين والمختصين. وتعتبر المكتبة من الناحية المعمارية عمل فني مكمل للجامع, حيث قامت شركة محلية (أوركيد لأعمال الديكور) بوضع التصميم الداخلي الخاص بالمكتبة وقد حرص المصمم/ م.إحسان أبو سيعد/ على تقديم التصميم المعاصر والحديث ذو قاعدة وجذور عميقة في العمارة الإسلامية والعربية الأصيلة.
وقد دفن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الجهة الشمالية من المسجد في الثالث من نوفمبر 2004، قبل انتهاء أعمال بناء المسجد.
وفي نهاية الزيارة قرأ أعضاء الجمعية الفاتحة على روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

التعليقات مغلقة.